تقديم

نحب في البداية نقول إلي فكرة استضافة مدونات محجوبة إلي بادرو بها أنتيكور و برباش فكرة جميلة.. و بالطبيعة هذا ما يعنيش أنو مدونة "أفكار ليلية" بش توقف أو ماهياش بش ترجع في ثوب جديد و مش بش تنتهي لمجرد قرار الرقيب أنها تتحجب... لكن لأن فكرة التجاء مدونة محجوبة لمنبر مدونة شقيقة بهدف أنها تكون مقروءة في تونس (لأنها تبقى مقروءة في بقية العالم بعد هذا و ذاك) فكرة جديدة و مثيرة للانتباه فإنو يظهرلي تستحق منا على الأقل أننا نجربوها... هذية إذا تدوينة باسم مدونة "أفكار ليلية" في مدونة "قلق... و حاجات أخرى" و بالطبيعة نفس الشي بش يجرى في مدونة "أنتيكور"..

نفي مدونة

المدونة من الناحية التقنية البحتة ما عندهاش جنسية... هي تتصنع في "بلاتفورم" في بلاد، و ربما تتكتب في بلاد أخرى، و الكاتب عندو جنسية بلاد ثالثة، و تتقرى في النهاية في جميع أنحاء العالم... لكن من ناحية روحها و اهتماماتها و خاصة جنسية و ميول و خلفية كاتبها تنجم تكتسب جنسية... "أفكار ليلية" بالمعنى هذا هي مدونة تونسية لأن صاحبها تونسي و يعتز بانتماؤو لتونس و لأن اهتماماتها تونسية بالأساس رغم اهتمامها بمجالات أخرى في نفس الوقت، و لأن "لوغتها" بالمعنى الحرفي و الدلالي للكلمة زادة تونسية...

و بالمعنى هذا حجب الرقيب لموقع و في الحالة هذية بشكل محدد لمدونة، منع التوانسة المقيمين في تونس من قراءتها، إبعادها بصفتها الالكترونية من التراب التونسي يعني عمليا نفيها إلى خارج الوطن.. يعني
نفي المدونة.. قرار الحجب بالمعنى هذا ماعادش مجرد قرار تقني و بيروقراطي يستهدف إلغاء إمكانية المبحر في الانترنت في تونس من أنو يوصل لعنوان معين... قرار الحجب عندو في النهاية معنى أعمق، سواء قصدو الرقيب أو ما قصدوش، هو بمثابة قرار من جانب واحد، بدون محكمة، مجرد قرار تنفيذي بالضغط على زر، هو قرار يحاول نزع جنسية المدونة...

لكن هل يمكن أن نمنح حقوق المواطنة و الحق في التقاضي لمدونة؟ لهيكل الكتروني افتراضي؟ حقوق كيفها كيف حقوق البشر؟

مش بالضرورة... المدونة في النهاية ما تنتخبش، و ما ننتخبوهاش.. المدونة ما تدفعش الضرائب و ما تسافرش بجواز سفر... لكن في ذات الوقت تستحق حد أدنى من الحقوق بالذات لأنها كتيبة و لأن الكتيبة هي أحد التعبيرات على وجودنا كبشر... نفي مدونة عمرو أو زيد هو في نهاية الأمر نفي للكتيبة متاع عمرو أو زيد... و بالمعنى هذاكة نفي لأحد تمظهرات وجود عمرو أو زيد...

نفي مدونة.. يعني أيضا نفي المدون


كتبهاTarek طارق على الساعة 05:02