مضخّم الصوت: قائد الطائرة يرحّب بكم و يتمنّى لكم رحلة ميمونة.

تبسّم عياض و هو يغزر لبنتو هناء (ثمانية سنوات) اللي قاعدة مع جنبو و وجهها و يديها لاصقين في الشباك متاع الطيّارة و باهتة في عجب ربّي م الشي اللي قاعدة تشوف فيه.

هناء: بابّا، بابّا... شنوة هاك الصمعة الكبيرة؟

عياض: هذيكة الصمعة يعسّوا منها ع الطيّارات، يسميوها برج مراقبة بنتي

هناء: معناها ما تقولش الله أكبر؟

عياض: (يبتسم) ساعات، موش ديما

هناء: (تسكت شوية) بابّا بابّا... هي على خاطرها تشبه للمنقالة اللي ديما نتعدّاو قدامها و احنا مروحين م المكتب!

عياض: (يبتسم، يتذكّر المنقالة اللي في وسط البلاد) أي، تشبّه... شوية

مضخّم الصوت: نرجو من السادة الركاب ربط الاحزمة استعدادا للإقلاع.

و بدات الرحلة، وسط ذهول هناء من المنظر اللي تشوف فيه...

تتعدّى المضيفة، بابتسامة عريضة تدز في هاك الشاريو قدّامها

المضيفة: تفضّل مسيو... شنوة تحب؟

عياض: كعبة بوڤا بالله.

تتفاجأ المضيفة م الأول، لكنها سرعان ما تتدارك

المضيفة: علاه، بالك تستخايل روحك في مطهرة متاع حمام، مسيو!

عياض: لا لا، في بالي في طيارة، لو كان جيت في حمام راني قلتلك كعبة بوڤا... و معاها برڤدانة لو كان لزم

عياض: (يسكت شوية في انتظار ردة الفعل متاع المضيفة اللي فضلت أنها تلتزم الصمت) ش عندك يتشرب؟

قعدت المضيفة تسميلو في الشي الموجود ع الشاريو اللي قدامها، إلا أنو عياض اكتفى بأن خذى مجلة، فقط بش يطيّر بيها الوقت

المضيفة: (تتلفت لهناء) و انتي يا بنوتة شنوة تحب؟

هناء: ما اسميش بنوتة، اسمي هناء... و يتربجوا بيّ يقولولي هنّونة

المضيفة: باهي هنّونة، شنوة تحب تشرب؟

هناء: (تتلفّت لبوها) بابّا بابّا... المرى هذي ش اسمها؟

عياض: (يبتسم) أهوكة قدّامك... أسألها

هناء: (تتلفّت للمضيفة) ياخي انتي ش اسمك؟

المضيفة: أنا اسمي خنساء

هناء: (تحط يديها قدام فمها و تدهش بالضحك) ههههههه... و يقولولك خنسولة؟

تبتسم المضيفة، في نفس الوقت اللي يطلب منها عياض أنها تعطي لهناء قهوة شكلاطة بالحليب، تحطهالها قدّامها و تتلفت للجماعة اللي ع الجنب الآخر بش تشوفلهم طلباتهم

المضيفة: (اتمتم وحدها) الهم، ملا مساطة، ما تلقاش منين تشدها، لا م البو و لا من بنتو...

و بعدت المضيفة، و قعد عياض يتصفّح في هاك المجلة قدّامو... و سرح.

الحديث اللي صار مع المضيفة خلاه يرجع لأيامات الحومة، و الحمام متاع الحومة، و سربوحة المحرزية و كيفاش تخجرلهم م الحمام تعيّط و كشاكشها طالعة على خاطر ما كان يحلالهم طرح النوفي كان في راس النهج، و ليه ليه ما تتلم حضبة... و النساء الداخلة و الخارجة م الحمام ما عادش تلقى منين تتعدى.

سرح، لدرجة انو ما فاقش ببنتو هناء كيف كيف جبدت المجلة من بين يديه و قعدت تتصفح فيها... ما فاق بيها كان و هي تجبد فيه من ذراعو

هناء: (بكلّ إلحاح) بابّا... بابّا... يا بابّا

عياض: (يرجعلو شاهد العقل) آ نعم، شنوة تحب؟

هناء: بابّا، شنوة معناه كلمة قصوى هذي؟

غزر للصفحة متاع المجلة... و ابتسم... و قعد ساكت... إلا أنو إصرار هناء بنتو كان كبير برشا

عياض: معناها حماية قوية برشا

هناء: حماية متاع شنوة؟

عياض: (يتمتم) حماية متاع نساء... و الله ما نعرف يا بنتي!

اتمنى في تلك اللحظة لو كانت امها مازالت عايشة، ع الأقل كانت اتنجّم تفهّمها الحكاية بطريقة أخرى خير منو...

هناء: بابّا بابّا... كيف ما الامبيلونس؟

عياض: (يبتسم) كيف ما الامبيلونس... بالضبط!

قعدت هناء تغزر للإشهار في صفحة المجلة، و باهتة ماهي فاهمة حتى شي... تعاود تتلفت لبوها و تسألو

هناء: ياخي الامبيلونس، موش نعرف عندها زمّيرة و امبوبة تشعل و تطفى

عياض: (بكل تململ) أي نعم!

هناء: اشبيهم هذي كاتبين عليها بالاجنحة؟

عياض: (يبتسم) ماهو على خاطرنا راكبين في الطيارة، و الطيارة عندها جوانح

هناء: آاااه... أنا نستخايلهم يركبوا ع البساط الطائر كيف ما في علاء الدّين و المصباح السحّري

عياض: (يبتسم، و يجاوب من دون ما يغزر لبنتو) لا لا... موش كيف!

قعدت هناء تقلب في عينيها، بين بوها، و المجلة، و الشباك متاع الطيّارة تحاول جاهدة انها تلقى علاقة بين كلام بوها و التصويرة اللي في المجلة قدامها... على غير فايدة

همّت بش تزيد تسألوا... إلا أنها سمعت صوت.

مضخّم الصوت: نرجو من السادة الركاب ربط الأحزمة استعدادا للهبوط في مطار جربة جرجيس الدولي.

ما فاقت ببوها كان كيف نحّالها المجلة من يدها، و ربطلها السبتة متاع الكرسي

عياض: هيا ريض يعيّش بنتي... خاطر بش نهبطوا تو

و هبطوا م الطيارة... و ليه ليه ما كملوا الإجراءات و خرجوا م المطار... أول تاكسي يلقاوها قدامهم يركبوها

يجبد عياض الباكو دخان من جيب الفيستة، يطلّع منو سيڤارو و بريكية... يشعّل و يجبد اول نفس و يتنهّد

عياض: ايــــــه، يا ربّي تسهّل و برّه...


كتبهاالبرباش على الساعة 10:00

تعليق غير معرف ...

ياسر برباش مركز على حكاية الأجنحة .......
برشا مرات تحكي عليها ..ماتقليش عندك عقدة منها .... ههههههههههههه

27 مارس 2009 في 11:00 ص

تعليق البرباش ...

@ كاكتوسا: نلقى روحي حكيت على كل شي... كان الجوانح

قلت نكمّل نحكي عليهم فرد مرة، أنا صرفت صرفت... و هكاكاة نتسمّى الـمّيت بالموضوع من جميع الجوانب متاعو...

ههههههههههه

27 مارس 2009 في 12:27 م

تعليق kmr ...

يقوا عليك ربي يا برباش!!! هههههههههههه

27 مارس 2009 في 1:58 م

تعليق kmr ...

eyh 9olli, w la7keya mte3ik inti, za3ma يتبع wela لا يتبع???? ;)

28 مارس 2009 في 8:48 ص

تعليق البرباش ...

@ خ.م.ر: هههههههه... لو كان عاودنا اتلمينا، و اتفاهمنا كيف ما كنا اتفاهمنا... علاش ما يتبعش؟

أما المرة هذي يلزم ضمانات بش ما يرجع حد في كتيبتو... ههههه

28 مارس 2009 في 7:32 م

تعليق Bej ...

Merci barbech pour cette note! Comme d'habitude, tu nous régales avec tes histoires!
Je veux juste noter là le manque de professionnalisme chez les hôtesses de Tunisair!! Vraiment, il y a quelque unes qui sont mal éduquées! J'exhorte l'administration de Tunisair à penser à ré-habiliter son staff!! Si ça continue de la sorte, ça va nuire à la façade de la Tunisie devant les étrangers!!!

29 مارس 2009 في 4:35 م

تعليق البرباش ...

@ باج: اهلا بيك، الحكاية المرة هذي راهي من وحي الخيال الصرف... و لا تمتّ للواقع بأي صلة.

الحكاية و ما فيها أنو تلمّينا شوية أصحاب و احباب، و اتفاهمنا عقاب اللمة بش نكتبوا كل واحد تدوينة تكون فيها 12 كلمة (اللي هوما بالبرقداني، أربعة مدونين كل واحد جاب 3 كلمات)... فكانت هذه التدوينة.

بالنسبة لحكاية المضيفات متاع تونيزار، الحكاية باتت معروفة كيفها كيف بقية "الإدارات التونسية" (و اهوكة كلمة إدارات محطوطة بين ظفرين اللي يقوللك)... تبدى بالكتافات و توفي بالمسمار في حيط.

30 مارس 2009 في 1:51 ص